فكي علي خلال مظاهرة في الخرطوم. (صورة شخصية)
في 19 ديسمبر 2018، أشعل الاحتجاج حركة غيّرت مجرى تاريخ السودان. ولعب الشباب، من أمثال فكي علي، دورًا حيويًا في إحداث هذا التغيير.
يبلغ فكي علي من العمر 27 عاما ويعيش في العاصمة السودانية الخرطوم. ألهم علي العديد من الشباب من خلال منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي حول أحلام الشباب وتطلعاته إلى سودان أفضل. وكان علي قد أطلق “مسيرة الرجال الثلاثة” التي شجعت العديد من الشباب على حمل إحباطاتهم وآمالهم والذهاب بها إلى الشوارع.
خلال مظاهرة “مسيرة الرجال الثلاثة” في صينية القندول، إحدى أكبر محطات الحافلات في الخرطوم، صرخ علي ورفيقاه “عاشت الثورة، عاش السودان” وقامت الشرطة بالقبض عليهم. لم يطلق سراح علي إلا في 11 أبريل 2019، عندما تجمهر حشد كبير من الناس أمام سجن كوبر لإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، بعد سقوط الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير.
تحدثت علاء إلياس من ‘موقع الأضواء’ مع فكي علي عن دوره خلال الاحتجاجات وعن طموحاته:
سؤال: علي، لماذا خضت “مسيرة الرجال الثلاثة”، وأنت تدرك المخاطر جيدًا؟
جواب: في ذلك الوقت، تم الإعلان رسميا عن أن تجمع المهنيين السودانيين هو الهيئة الرسمية للثورة السودانية. لقد اكتسبوا ثقة الناس لأنهم اعتبروها ائتلافًا للمهنيين والسياسيين غير التقليديين. وكان الناس قد سئموا من جميع أحزاب المعارضة السياسية السودانية القديمة غير الجديرة بالثقة، وفي هذه المرة فإنهم بالتأكيد لن يتبعوها.
أتذكر أن تجمع المهنيين السودانيين كان قد أعلن مسيرة سلمية في 25 ديسمبر وكانت ناجحة للغاية. وكانت المسيرة التالية في 31 ديسمبر، لكنها لم تكن ناجحة مثل المسيرة الأولى.
لذا التقيت بأصدقائي، وخلصنا إلى أن هناك حاجة ألا تتوقف المسيرات أبدا من أجل تطوير هذه الاحتجاجات إلى ثورة – يجب أن تكون هناك مسيرة واحدة كل يوم على الأقل لإرهاق قوات الأمن.
بدت الفكرة ذكية للغاية، وقمنا بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصلنا على الكثير من الاهتمام من الناس، ما أقنعنا أكثر بضرورة متابعة الأمر.
في اليوم الذي وقعت فيه المسيرة، استيقظت مبكرا، وذهبت إلى المحطة حيث قابلت أصدقائي، وبدأنا في ترديد شعارات ثورتنا. وقام ضباط الأمن باحتجازنا على الفور.
سؤال: مر السودان بتغييرات مهمة – تغييرات حصلت بسبب تضحيات لا حصر لها مثل أشهر الاحتجاز التي كان عليك تحملها. هل أنت راض عن التطورات؟
جواب: لن أكذب وأقول إنني راض تماما مع كل ما حدث حتى الآن. ولكني أشعر ببعض الراحة لأنني شاهدت مدى قوة الشعب السوداني عندما يتحد وما يمكن أن يحققه بوحدته.
أعتقد اعتقادا راسخا أن بإمكان الشعب السوداني أن يحرس ثورته ضد جشع بعض جنرالات الجيش في السلطة، وانتهازية بعض السياسيين بشكل أفضل مما حدث في السودان في عام 1964 أو 1985.
أنا لا أعرف بالتأكيد ما الذي سيحدث في المستقبل القريب، لكنني متأكد من أننا نسير على الطريق الصحيح.
سؤال: وما هي خططك الآن، كيف تساهم في إبقاء الثورة على الطريق الصحيح؟
جواب: دوري بعد الثورة، الآن؟ أحاول أن أواصل نشر الوعي وأقوم باستخدام أدوات مختلفة لهذا الغرض مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات الحية.
أحاول أيضًا دعم الحكومة الانتقالية لأن العديد من الأحزاب تراهن الآن على فشل حكومتنا الثورية. طموحي هو أن أرى بلدي السودان يعيش في سلام مرة أخرى، دون حروب، وسجناء سياسيين، وفقر وانتهاكات لحقوق الإنسان. في الختام، أريد أن يكون السودان عظيمًا مرة أخرى!