وزيرة الشباب والرياضة في الحكومة الانتقالية السودانية، ولاء عصام البوشي. (cc) م. صالح | 13 أكتوبر، 2019
نتعرف معا في هذه المساحة على وزيرة الشباب والرياضة في الحكومة الانتقالية السودانية، ولاء عصام البوشي، ونستعرض بعض تحديات عملها في منصبها الوزاري.
منذ أن أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أسماء وزراء الفترة الانتقالية، استبشر السودانيون خيراً، لما عرفوه عن المرشحين عن طريق سيرهم الشخصية التي ملأت الأسافير ضجيجاً بكفاءاتهم وخبراتهم. من بين هؤلاء سطع نجم الشابة ولاء عصام البوشي التي اختيرت لتقود وزارة الشباب والرياضة، التي كانت حكراً على الرجال منذ استقلال البلد في 1956.
ارتبطت صورة ولاء في أذهان كثير من السودانيين بلقائها بالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في واشنطن، وجاء ذلك خلال حفل نظم على شرف الرئيس الأمريكي في صيف 2016. ما يقفز للأذهان كذلك هو أن البوشي أصغر وزيرة في الحكومة الانتقالية، حيث لا يتجاوز عمرها 33 سنة.
اختار الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الحكومة السودانية الناشطة الشابة لشغل منصب وزيرة الشباب والرياضة والتي أسمتها “وزارة الثورة”. وتعتبر البوشي ناشطة قاومت النظام المخلوع منذ سنوات سبقت ثورة ديسمبر الأخيرة، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل.
تقول سلمى بركات، صديقة البوشي في المواكب إن “ولاء الكنداكة تعرفت عليها أيام الثورة وكنا دوماً نخرج للمواكب معاً وكانت متحمسة جداً، وأشهد لها أنها في ميدان الاعتصام كانت حضور بشكل يومي بل كنا نقوم بعمل ندوات توعوية داخل الميدان ونتحدث عن الحقوق فهي كانت ناشطة في هذا الجانب”.
التحقت البوشي ببرنامج تدريبي وعملي مكثف بجامعة أريزونا الأمريكية، حيث درست عن قيادة المجتمع المدني. هذه واحدة من الخبرات التي تجلبها البوشي معها كوزيرة.
خبرات متعددة
البوشي من مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة وسط السودان، التي درست فيها مراحل الإعدادية والثانوية، قبل الانتقال لدراسة الهندسة والمعمار في جامعة الخرطوم. تحصلت البوشي على درجة البكلاريوس بمرتبة الشرف الأولى من كلية الهندسة الميكانيكية.
حصلت البوشي بعد ذلك على منحة الحكومة البريطانية تشيفننغ لدراسة الماجستير. هكذا تحصلت البوشي على درجة الماجستير بامتياز من جامعة إمبريال كولج لندن في الهندسة الميكانيكية المتقدمة مع التركيز على السوائل النانونية ومحركات الطائرات.
عملت البوشي في مجالات متعددة ما أسهم في كسبها لخبرات متنوعة في مجالات مختلفة داخل السودان، أفريقيا والعالم. عملت في القطاع الحكومي، الجامعات، القطاع الخاص والمجتمع المدني والكثير من المبادرات التطوعية.
من بين المناصب التي تقلدتها البوشي عملها كأول امرأة مهندسة ميكانيكية في ورش صناعة السكر السودانية، حيث عملت بورش مصانع حلفا، والجنيد، وستار وعسلاية. عملت البوشي كذلك كباحثة في مجال سياسات الطاقة، في خمسة برامج استراتيجية رئيسية تخدم حقل الطاقة، والطاقة المتجددة والنظيفة. شغلت البوشي كذلك منصب محاضر في قسم هندسة نقل وتكرير النفط بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، ومشرف في مركز دال للتدريب التقني.
في العام 2017، أسست البوشي مبادرة يوم قادة مانديلا الأفارقة لدعم مبدأ العمل المشترك بين الشباب الإفريقي وترسيخ دور الشباب في دعم وتنمية المجتمعات.
امتياز البوشي في عملها وفي حياتها الأكاديمية، شيء يشهد له زميلها حسن العطار درديري، الذي درس معها في جامعة إمبريال كولج لندن: “أشهد أنها نابغة أكاديميا وهي من أميز خريجين الهندسة.”
يتحدث درديري كذلك عن الصفات التي تميز البوشي قائلا أنها “تتميز بقدرة على خلق علاقات مع أشخاص بمختلف انتماءاتهم وخلفياتهم الفكرية والدينية وألوان سحناتهم وثقافتهم”.
هذه القدرة على التواصل مع مختلف الشباب يجعلها “أقرب للتفكير وأقرب لنمط الحياة والوجدان الشبابي”، كما يفسر الصحفي الرياضي خالد ماسة.
“أما بخصوص عملها كوزيرة للشباب والرياضة، فإن ظروف مواتية أمام الوزيرة الشابة لتخترق ملفات الشباب والرياضة باعتبار الخبرات السابقة في مجال العمل الشبابي”، يضيف ماسة.
تحديات وإصرار
يعتبر ملف الشباب والرياضة من الملفات التي وجدت إهمالا كبيرا طيلة الثلاثين عام الماضية، وهو كذلك من الملفات التي اهتم بها الحزب الحاكم لاعتقاده أنه بذلك يمكن أن يسيطر به جماهيرياً، يقول ماسة.
في السنوات الماضية، كان التمكين والمنسوبية طريقة المعاملة الأساسية في الوزارة، حسب ماسة.
هذا يعني أنه من المهام العاجلة التي يجب أن تعمل عليها الوزيرة هو “الاهتمام بالهيكل العام للوزارة وضرورة تفكيك التمكين باستبعاد كل منسوبي جهاز الأمن والنظام السابق المنتدبين من أجهزة شبابية”، يفسر ماسة.
هنا تأتي الوزيرة الشابة بعدد من الصفات اللازمة لمواجهة هذه التحديات. يقول دريري إن البوشي “زولة” صدوقة، ومجدة وتتميز بإصرار عالي، فإذا أرادت تحقيق شيء فبإمكانها التغلب على كل الصعاب التي يمكن أن تواجهها في طريق الوصول إلى هدفها”. وهذا بالضبط ما على البوشي القيام به من أجل تحقيق أهداف الثورة عبر وزارتها.
من مزايا البوشي كذلك أنه “ليس لديها تصنيف رياضي، لأن هذا الموضوع كان يقف حجر عثرة أمام الوزراء السابقين في اتخاذ القرارات، التي كانت تصدر بناء على سلوك الترضية في كرة القدم، باعتبارها الرياضة الجماهيرية والمعمول بها في السودان”، يقول ماسة.
من مزايا البوشي كذلك أنه “ليس لديها تصنيف رياضي، لأن هذا الموضوع كان يقف حجر عثرة أمام الوزراء السابقين في اتخاذ القرارات، التي كانت تصدر بناء على سلوك الترضية في كرة القدم، باعتبارها الرياضة الجماهيرية والمعمول بها في السودان”، يقول ماسة.
وكون الوزارة معنية بالشباب، أي الشريحة المفتاحية التي عليها أن تلعب أدوارا حاسمة في عملية البناء والتنمية وتحقيق أهداف الثورة، فإن الشاب محمد مختار، مواطن من الخرطوم، يناشد بضرورة الوعي بأهمية وضع رؤية واضحة المعالم تستصحب خطة للفترة الانتقالية بكل تحدياتها.
“أمام الوزيرة الشابة فرصة تاريخية بأن تضع بصمتها في الرياضة السودانية. بالتخطيط العلمي السليم والإرادة السياسية يمكن أن تُحَوِّل الرياضة في السودان في المدى المتوسط والبعيد إلى مصدر اقتصادي كبير في عصر الاحتراف، خاصة وأن السودان يمتاز بتنوع يمكنه من كل الرياضات تقريبا”، يقول مختار.