في قلب مدينة أم درمان السودانية، تواجه اعتدال حسن إبراهيم عبد الله، وهي أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 43 عامًا، التحديات اليومية المتمثلة في إدارة كشك الشاي الخاص بها وسط الاشتباكات العنيفة المتكررة في المدينة.
تبدأ اعتدال يومها مبكراً، بتحضير الحلويات والشاي لزبائنها. ومع ذلك، غالبًا ما يتعطل روتينها بسبب الواقع القاسي للمواجهات التي تحدث بشكل غير متوقع في شوارع المدينة.
عملها الصغير، والمهم لبقاء عائلتها، مهدد بالتوقف، نتيجة الوضع الذي تعيشه أم درمان. وهو ما تعبر عنه قائلة: “عندما تحدث المعارك، لا يأتي أحد ليشرب”، مسلطةً الضوء على تأثير العنف على مصدر رزقها.
ولا يهدد صوت إطلاق النار القريب دخلها فحسب، بل يهدد سلامتها أيضاً، حيث تجد نفسها في كثير من الأحيان عالقة في وسط الفوضى.
تأخذ روايتها منعطفًا كئيبًا عندما تروي بحثها عن ملجأ قسري بسبب المواجهات المسلحة بين طرفي الصراع. تتذكر اعتدال ذلك بحسرة وألم: “ركضنا حتى وصلنا إلى المقبرة، لنبات الليلة مع الميتين”، راسمة بذلك صورة حية للمخاطر التي يواجهها المدنيون في مناطق النزاع.
إن هذه التجربة المروعة للفرار إلى المقبرة بحثًا عن الأمان هي تذكير صارخ بالمخاطر اليومية في مثل هذه البيئات غير المستقرة.
وبعيدًا عن التهديدات المباشرة، تمتد مخاوف اعتدال إلى سلامة أطفالها. تعيش في خوف دائم من العودة إلى المنزل لتجدهم متضررين. “شعوري عندما أستيقظ في الصباح أثناء ذهابي إلى العمل هو أنني قد أعود إلى المنزل وأجد أطفالي قد أصيبوا برصاصة”، تقول كلماتها التي تعكس القلق الذي يطغى على حياتها اليومية.
قصة اعتدال، على الرغم من أنها شخصية، تعكس التحديات الأوسع التي يواجهها الكثيرون في أم درمان وفي جميع أنحاء السودان. وبينما تواصل عملها، فإن تجاربها بمثابة تذكير بالحاجة الملحة للسلام والاستقرار في المناطق التي مزقها العنف، والسودان إحداها.
—